أهمية الدعاء في حياة المسلم
الأذكار والأدعية من أهم العناصر التي يجب أن تكون حاضرة في حياة المسلم، ولا شك في أنها تعتبر من الحجر الأساسي لأي حياة إيمانية صحية ومتوازنة، وذلك بسبب الفوائد الكثيرة التي تحققها في حياة المسلم.
ولأن الموضوع مهم في الغاية، فقد قررنا هنا في هذا المقال الطويل، الحديث عن أهمية الدعاء في حياة المسلم، وذلك من خلال شرح فوائد الدعاء وأهميته في حياة المسلم، وكيفية الدعاء بشكل صحيح، بالإضافة إلى ذكر الأدعية الواردة في السنة النبوية والقرآن الكريم؛ ذلك كله بالإضافة إلى قسم للأسئلة الشائعة بخصوص هذا الموضوع.
فوائد الدعاء وأهمّيته في حياة المسلم
الدعاء يعتبر أحد الفروض الواجبة على المسلم، وهي فريضة اجتماعية تجمع عباد الله سبحانه وتعالى على حب الله ومحبة رسوله والتمسك بالطريق القويم، إضافة إلى تحقيق الهدف النبيل في الوصول إلى السعادة الدنيوية والآخرية، وعلى هذه الأساسات، فإن الدعاء يشكل جسراً اتصالياً بين العبد وربه الرحيم، ومن خصائص الدعاء وفوائده التالية:
1- الثبات على الإيمان والتوكل على الله
إن الحياة مليئة بالأحداث المختلفة، السعيدة والمفرحة، والحزينة والمؤلمة، وفي كل هذه الأحوال، يجد المسلم في الدعاء القوة والأمل ليستطيع الصمود والبقاء، ولأن الدعاء يجعل المؤمن يستغيث بربه الذي لا يُعجزه شيء للثبات على الإيمان، وتذكير نفسه بأنه ليس وحده في الدنيا، والتوكل على الله سبحانه وتعالى الذي يسدده في كل خطوة يخطوها في حياته.
2- الحصول على رضى الله وتقبل الأعمال
الدعاء يساعد المسلم كذلك في الحصول على رضا الله وتقبل الأعمال، حيث يعتبر الدعاء عبادة صادقة تنسجم مع منشورات الإيمان، وتأسس على اليقين بأن التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى، وأن ما يكتبه الله لا يساء الإليه. وعن ذلك قال تعالى في القرآن الكريم: “(وَقَالَ رَبُّكُمُ دُعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)”.
3- المساعدة على الشفاء من الأمراض
الدعاء يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في الشفاء من الأمراض، حيث إنه يساهم في استكمال العلاج المقرّر من قبل الطبيب، ويعطي النفس مزيداً من الحيوية والقوة للتغلب على المرض، وذلك من خلال الخلط بين العلاج الطبي الحديث وبعض العلاجات الشعبية القديمة التي تعتمد على الدعاء، والتي لا يمكن الاستغناء عنها وأثبتت فاعليتها من خلال النتائج الإيجابية التي تحققت عن طريقها في الحياة.
4- تأمين الأمن النفسي
الدعاء يساعد المؤمن في حماية نفسه من الأفكار السلبية والتشاؤم، وذلك بإيجاد الأمن النفسي والطمأنينة والراحة الداخلية، كما يساعد في رفع الروح المعنوية وتحسين العلاقة بين النفس والله سبحانه وتعالى، ويرجع هذا إلى الإحساس بتأييد الله، ومن المعلومات أن الإحساس بالدعاء بطريقة صحيحة يساعد بشكل كبير على تنمية الإيجابية والأمن النفسي.
5- تحقيق الأمان الوجودي والإحسان إلى الآخرين
الدعاء يمثل أيضاً وسيلة للإحسان إلى الآخرين، حيث يساعد في التخفيف عن المصابين والمحتاجين، ويساعد في تحقيق الأمان الوجودي، ويقوي العلاقات الإنسانية، ويزيد الحب بين الناس، ويحفز الإنسان على العمل الصالح، ويساعد في نشر الخير والمحبة بين الناس، وكل هذا يعتبر من الفوائد النفسية العظيمة التي يجلبها الدعاء في حياة المسلم.
كيفية الدعاء بشكل صحيح
كما يعرف الجميع، فإن الدعاء من أهم العناصر التي يجب أن يتبعها المسلم في حياته، ولهذا السبب، فإن الدعاء يجب أن يتم بالطريقة الصحيحة وفقاً للأسس والقواعد التي وضعها الإسلام، ويمكن أن نذكر في هذا السياق عدد من النصائح الهامة الخاصة بالدعاء، وهي كالتالي:
1- التخلّص من النية السيئة
يجب على المؤمن قبل الدعاء أن يتخلص من النية السيئة، التي قد تتجاوز إدراكه، وهذا من أجل أن يكون الدعاء خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، وقد قال تعالى في سورة الشورى: “وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”
2- تحديد الحاجة
يجب على المؤمن أن يحدد الحاجة التي يريد الدعاء لها، ويركز في طلبه على ما يريد تحقيقه بدعائه وألا يطلب شيء لا ينفعه في حياته، وذلك حتى يتأكد من جدوى دعائه.
3-التخلص من الملل واليأس
يجب على المؤمن أن يتخلص من الملل واليأس بدلاً من اليأس والتشاؤم الذي لا جدوى منه، بل يجب أن يقوي إيمانه بقدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه يمكنه إيمان الخلاص من أزمته أو مشكلته الحالية، وأن الله تعالى يريد له الخير في ما يقع له، وبكل تأكيد، هو قادر على تحقيق ما يشاء ويعطيه ما هو أفضل له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عجلوا بالأعمال فتنٍ كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا، فتطيل أمد الكفر تلك الأزمات والمصاعب التي يمر بها المؤمن، يساعد الدعاء على تخفيفها، ويخول المسلمين مزيداً من العزيمة للبقاء والصمود في أي أزمة يمرون بها.
4- اختيار الوقت المناسب
يجب أن يتم الدعاء في الوقت المناسب، وهذا يعني في الوقت الذي يستطيع فيه المؤمن التركيز والنقاء في الأفكار والقوة الروحية، وكذلك لا يجب الدعاء في وقت لا يجوز فيه الدعاء، وقد بين النبي صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه الوقت الأمثل للدعاء، فنجد منها: بعد الآذان، وعند الصلاة، وعند الخروج من المنزل، وعند الدخول إلى المسجد، وفي جوف الليل، وعند رؤية المنظر الذي يسبب الإعجاب.
5- التوضؤ قبل الدعاء
يجب على المؤمن أن يتوضأ قبل الدعاء، وذلك حتى يضمن النظافة والطهارة الروحية والجسدية، وتكون دعواته أصغركابت الظهور.
الأدعية الواردة في السنة النبوية والقرآن الكريم
هنا نطرح بعض من الأدعية الواردة في السنة النبوية والقراءن الكريم، والتي تعتبر أكثر الأدعية مفعولاً من خلال روحانيتها وبلاغتها:
1- الدعاء بسماع الآذان
يعد الدعاء بسماع الآذان من أفضل الأدعية التي يتم الدعاء بها، وهو الدعاء الذي يتم بين الآذانين، والذي يكشف عن أهمية الوقت، كما يعتبر الدعاء المستجاب بأنه يحقق الهدوء والسكينة، ويتأكد المؤمن من أن رب العالمين يسمع دعواته، ويعطيه via التي يستحقها، وقد جاز النبي في سنته الشريفة الدعاء بعدد من الكلمات المفيدة، وكان خير الخلق، صلى الله عليه وسلم يدعو بهذه الكلمات: “اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته”
2- دعاء الاستخارة
أيضاً يعتبر الدعاء بالاستخارة من الأدعية الفعّالة، وهو الدعاء الذي يتم بعد استشارة الله سبحانه وتعالى في ت