مقدمة
يعتقد الكثيرون أن الطريق إلى السعادة والنجاح يتمثل في القيام بأعمال صالحة وتجنب الأفعال السيئة. ولكن عندما نعيش في المجتمع، فإن هناك فراغات كبيرة في هذا النظام الأخلاقي، إذ تحدث الكثير من الجرائم وتنتشر الفساد في المجتمعات. ولهذا، ابتكر الإنسان بعض القواعد الأخلاقية لتحمي الأفراد والمجتمع من هذه الأعمال الضارة.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن السبع الموبقات، والتي تعتبر أسوأ أنواع الأعمال السيئة في الشريعة الإسلامية. وسوف نناقش السلوكيات التي تتلاءم مع هذه السلوكيات، وكيف يمكن أن تؤثر على الفرد والمجتمع ككل.
السبع الموبقات وما هي نتائجها على الفرد والمجتمع؟
1. الشرك بالله – عبادة أو عدم اعتراف بوحدة الله
يعتبر الشرك بالله، في الإسلام، أسوأ نوع من الخطايا الموجودة. ويعني أن يقوم الإنسان بتعبد أي شئ سوى الله، أو الإدعاء بوجود آلهة أخرى إلى جانب الله، أو الاعتراف بذلك. تعد هذه الخطيئة من الخطايا الكبرى، إذ أنها تنتهك وحدة الله والإيمان، وتجعل العبد يضع ثقته في شيء آخر غير الله.
تؤثر الشرك بالله على الفرد بشكل سلبي بطريقة عدة، فهو يؤدي إلى فقدان الهدف العظيم في الحياة والتفكير في الأمور المهمة بطريقة غير صحيحة، بالإضافة إلى خسارة السعادة والسكينة الداخلية والتناقضات النفسية، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الاتزان العقلي والنفسي والصحة الجسدية.
من ناحية أخرى، تؤثر هذه الخطيئة على المجتمع بشكل كبير، فهو يؤدي إلى الفساد في مجتمعات منحرفة، واختلافات كبيرة بين الناس، وضمور الحضارات والنظم الأخلاقية في هذه المجتمعات.
2. السحر
يعتبر السحر واحدًا من أشد الممارسات الشيطانية التي يمكن أن يقوم بها الإنسان. ولا يتعلق الأمر فقط بأوجه عمليه السحر كوضع العقد أو السحر الأسود، بل يمكن أن يكون السحر أيضاً بالكلمات، والأفعال وحتى التفكير. ويمكن أن يتعرض إليها الأفراد عن طريق زجر وإنعاش الميت .
تُعتبر هذه الخطيئة من الخطايا الشديدة الضرر، إذ يتم استغلال الناس بعملية سحرية على أساس أنها تكون مساعدة لهم. يؤدي السحر في العادة إلى إيقاظ الشيطان وجعله يتحكم في حياة الشخص. يأثر السحر على المجتمع بشكل كبير، فهو يأتي بالشر واستغلاّال المظلومين.
3. قتل النفس الآمنة – القتل غير المبرر
يعتبر القتل غير المبرر إيذاء شديد لحقوق الإنسان. ولا يقتصر الأمر على الغضب والإنفعالات السلبية، بل يشمل أيضًا غير المقصود والعرضي. وتقسم الخطيئة إلى نوعين، وهي قتل النفس البالغة وكذلك قتل النفس الصغيرة، بما في ذلك قتل الجنين قبل الولادة.
تؤثر هذه الخطيئة على الفرد بشكل كبير، حيث يفقد الفرد حياته ويفقد أسرته شخصًا محبًا لهم، وفي العادة يعاني الفرد الذي يرتكب هذه الخطيئة من ضمير قلق والخوف من الانتقام وعدم الاستقرار العاطفي، بالإضافة إلى مزيد من العزلة والاحتمالات الضعيفة.
4. الزنا
يمكن تعريف الزنا بأنه علاقة جنسية بين شخصين لم يتزوجا بعد، أو علاقة محرمة بين شخصين. وقد دعى الله تعالى إلى اتباع الطريق الصحيح في العلاقات الجنسية، ألا وهو الزواج، وهو نظام مسؤول للتأكد من ولادة أطفال صالحين وتكون محبة الزوجين أساس العلاقة.
تؤثر هذه الخطيئة بشكل سلبي على الفرد، حيث يخسر العديد من القيم المهمة، بما في ذلك مشاعر الحب والسعي للمستقبل، بالإضافة إلى الإعاقة العقلية المستنزفة وضعف الحيوية وفقدان الشجاعة. وتؤثر الخطيئة بالتأكيد على المجتمع، دونما شك، فيما يتعلق بضعف الحضارة وانخفاض معدلات الزواج وارتفاع معدلات الطلاق وإنتاج مشاكل اجتماعية أخرى.
5. سرقة الممتلكات – السرقة غير الضرورية
يعد سرقة الممتلكات غير الضرورية وانتهاك حقوق الآخرين في حيازة ما يمتلكونه. للإنسان حرية شخصية وثقافة السلامة المطبقة في كل بلد، وبذلك يتمكن المجتمع الأول من حماية الممتلكات.
تؤثر الخطيئة على الفرد بسبب العقاب الذي يمكن أن يتعرض له، والابتعاد عن النشاطات التي تعطي أملا في صحة نفسية قوية، بالإضافة إلى فقدان الكرامة وتحطيم الذات. وتؤثر هذه الخطيئة بالتأكيد على المجتمع، فيما يتعلق بالمشاعر السيئة وضعف الثقة بالآخرين وتفشي التجارة غير القانونية والممارسات الاجتماعية الأخرى.
6. الكذب والغيبة والنميمة – النميمة غير الضرورية
يعتبر الكذب والغيبة والنميمة من أسوأ الخطايا التي يمكن أن يرتكبها الإنسان. يؤثر الكذب على الثقة الشخصية والاحترام الذاتي والعلاقات الأسرية والدائرة الاجتماعية في المجتمع.
يحدث ضعف الثقة الشخصية والاحترام الذاتي والعلاقات الأسرية والاجتماعية. ويتسبب الكذب في صعوبة إجراء علاقات صحية لا سيما في العلاقات الرومنسية ، كما يؤثر الكذب على المجتمع ويحدث عدم الثقة والضعف الأخلاقي والانخراط في الأنشطة الغير قانونية.
7. الأكل من الربا وممتلكات المستغلين والنهب
يعدّ الأكل من الربا من الجرائم المالية الأسوأ التي قد يرتكبها الإنسان، أما المستغلون والنهب فهم يستخدمون الأشخاص كموارد للمبادلات.
تؤدي هذه الخطيئة إلى إصابة الفرد بالأمراض والحد من خيارات الفرد وتضييق حرية الفرد في اتخاذ قرارات مالية …الخ، بالإضافة إلى تحطيم الثقة وتدمير المسيرة الاقتصادية. وتؤثر الخطيئة أيضًا على المجتمع دون شك، مع استهداف أفرراد المجتمع وتدميره، وتفشي التجارة غير القانونية فيه وتضييع الموارد وغير ذلك.
خلاصة
تعدّ السبع الموبقات من الخطايا الأكثر شيوعاً في جميع المجتمعات على مستوى العالم، الأمر الذي ينبغي العمل عليه بتصرفات أفضل وتعزيز المبادئ الأخلاقية في الإنسان. وعندما يرتكب الإنسان السبع الموبقات، والذي يقوم بالخروج عن طاعة الله وانتهاك حقوق الآخرين، فإنه يعرض جميع جوانب حياته للخطر، بما في ذلك الحياة الاجتماعية والعملية والصحية والنفسية.
تحدث هذه الخطايا الأخلاقية، وبعد السؤال ومناقشته، لإحداث تفاعل جيد وفهم خطورة السلوكيات السيئة وأهمية اتباع الأخلاق الصحية والأنشطة المتلاءمة معها. إنها تعزز المبادئ الأخلاقية للأفراد وتعزز وجود المجتمعات الأفضل والأكثر صحة.
أسئلة متداولة
1. هل يمكن للإنسان التقدم بشكوى بخصوص الأفعال الأسوأ؟
نعم من الممكن تقديم شكوى ضد الأفعال الخطرة والمناقضة للأخلاقية. ومن الجيد للفرد أن يساعد الآخرين ويتعاونوا في تحقيق حقوقهم وضمان العدالة.
2. ما هي الخطوات التي يجب اتباعها في حالة الكذب والغيبة والنميمة التي ارتكبها شخص آخر؟
من الأنسب التحدث إلى الفرد المتضرر مباشرة من الإجراءات، أو إذا كان الأمر مستوى أسس الشركات فهو ممكن اتخاذ إجراءات قانونية. في كل الحالات، يجب أن تتخذ الخطوات بعناية وبشكل جيد وأن تكون سرية تامة لكي لا يضر بيئة العمل والمجتمع المحيط.
3. ما هو دور التوعية الأخلاقية في المجتمع؟
يمكن أن تساعد التوعية الأخلاقية على تحقيق المجتمعات الصحية والآمنة، إذ تساعد على تحسين السلوكيات والأنشطة المرتبطة بالأخلاق. كما يمكنها تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية وتحفيز الأفراد لتفادي ال