تفسير سورة النور في القرآن الكريم وأسباب نزولها
سورة النور هي واحدة من أهم سور القرآن الكريم، وتعتبر من السور المفصلة التي تتضمن عدة فقرات وآيات تتحدث عن المسائل الدينية والاخلاقية والاجتماعية. وتقع سورة النور في المصحف في الموضع الرابع والعشرين، وتتألف من 64 آية.
وفيما يلي سنقوم بتفسير سورة النور في القرآن الكريم وأسباب نزولها.
المقدمة
تفتح سورة النور بالآية التالية:
“سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيْهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ”
(النور: 1)
تعني هذه الآية أن سورة النور نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الله تعالى، وأنها تتضمن آيات بينات؛ أي أنها تحتوي على معانٍ وأحكام وغايات واضحة ومفهومة للجميع.
ثم تتبع هذه الآية فقرة تتحدث عن العقوبة التي تنتظر المرتكبين منازل الفواحش، قائلة:
“الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ”
(النور: 2)
تتحدث هذه الآية عن العقوبة التي ينبغي فرضها على المتزوجين الملتزمين الذين يرتكبون زناً، وتذكر بأن هذا الفعل يعدّ من المحرّمات، وأن الله سيعاقب الجانيين في الدنيا والآخرة.
وفيما يلي سنستعرض تفسير سورة النور بالتفصيل.
تفسير سورة النور
قسم سورة النور إلى عدة أقسام، وذلك من أجل جعل فهم المضمون سهلاً ومنسجمًا، وليناقش بشكل مستقل المواضيع كل حسب فصله، وذلك لتسهيل الفهم وتأكيد المعاني وأطلاق التذكير بالخلافة الالهية وعظيم شرف الإسلام وعظيم شان الأمة الإسلامية.
فصل في الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي
بعد المقدَّمة، تبدأ سورة النور بالحديث عن العقوبة الواجبة على من يرتكب زنا والجريمة الفاضحة:
“الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ”
(النور: 2)
تبدأ سورة النور بالحديث عن الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ويشرح: خطأ الآخرين والفواحش وكيف لا يمكن ان يكون جريمة الزنا فعال الغابون، ومع ذلك، فإن عقوبة الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي رادعة وستبعد الناس عن الأعمال الفاضحة والشائنة، وتحول دون انتشار الأمراض التي قد تنتج عن الجريمة.
كذلك سيكون هذا العقاب عندما يكون متأكدًا من تورط المتهم بالجريمة المنسوبة إليه، وتكون العقوبة عن طريق جلد المرأة والرجل بمائة جلدة. وتذكر هذه الآية أن الله لا يرحم المجرمين الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم، وأنه سيعاقبهم في الدنيا والآخرة.
هذا وينطبق هذا الحكم على الزنا العام وغيره وليس فقط إلى الزنا البالغة.
فصل في الأموال، وكيفية زكاتها واستعمالها
يتثنى القسم الآتي من سورة النور على أحكام الزكاة وكيفية الصرف من المال لمن هو في حاجة إليه. وجاء في هذا الجزء كلمة:
“وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
(النور: 56)
وتشير هذه الآية إلى ضرورة أداء الزكاة والصلاة، وأن الأمر بالطاعة للرسول هو رسالة واضحة لعظمة شأن الرسول وسيرته النبوية، وأن الله قد رحمنا بأن أنشأ هذا العقد بين المواطنين.
كذلك ان الايه تطرقت إلى المعونة على المحتاجين والمنكسرين، وتعود جذرها الى أسلوب المساعدة المجتمعية والتعاون في بناء المجتمع والتخفيف من التوترات والاحتقانات الاجتماعية.
وعندما يقوم الناس بإخراج زكاتهم، يجب أن يؤدوا الزكاة إلى المساكين والمعوزين والفقراء، وتذكر هذه الآية بأهمية المساعدة على الآخرين، وأن الله يحب المساعدة والعطاء.
فصل في “الأُمُّ الْقُنُوتُ”
يأتي في سورة النور جزء واسع من الفصول يتحدَّث في نهاية الصلاة وأولئك الذين يحتفظون برحمة الله والرضا بعد الافتراء عليهم، والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
“كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”
(النور: 58-60)
يشير هذا القسم إلى أن الناس الأبرياء يتعرضون للافتراء والتشهير، ولكن الله يحافظ عليهم وينقذهم من ذلك، وأن موضوع الحوار بين المؤمنين والكفار يجب أن يتم بطريقة حضارية وعقلانية وأن الله سوف ينفذ الحق مهما كانت الظروف.
وكذلك، يشمل هذا القسم من سورة النور أحكام المساعدة على المحتاجين، وأن الله يحب المساعدة والعطاء والصدق، وتذكر هذه الآيات بأننا يجب أن نعطي الأولوية للمحتاجين والضعفاء.
فصل في الغيبة وعقوبتها
ويشمل هذا القسم من سورة النور فصول عديدة تتحدث عن الغيبة وأحكامها وكيفية التعامل معها. وتبدأ هذه الفقرات بالحديث عن دائرة الأمان التي ينبغي أن يحافظ عليها المؤمن، وأن الإصباح فيما يتعلق بفتن الشيطان وسيطرته يجب أن يكون حذرًا.
وتؤكد هذه الآيات على رسالة عظيمة للمسلمين، ويوضِّح هذا القسم من سورة النور أيضًا خطورة الغيبة والنميمة وأسلوب التجسس. ويؤكد على ضرورة الحفاظ على علاقات الصداقة والمحبة والاحترام المتبادل. كذلك فانها تدعو إلى التفكير جيدًا قبل الحديث عن الناس، وإلى الحفاظ على أمانة اللسان فانه المفتاح لكل خير ويجب أن نعرف كيفية استخدامه بحكمة، وأن يتم الحديث عن السبب وليس الشخص، وعدم النميمة والغيبة.
فصل في الضلالة والرحمة
ويشتمل الفصل الأخير من سورة النور على التعليمات الإلهية وقصص الأنبياء والرسل والقوم الذين أحبطوا الأمر الإلهي في الدنيا، حيث يذكر بضرورة الإيمان بقوة الله وعظمته، وبأن الذين يزنون ويغيبون عن الصلاة والزكاة هم من الأشقياء.
ويعرف هذا القسم من سورة النور بضرورة إعطاء الأولوية للصلاة والدعاء وجني الثمرات الأخروية، وبأن الذين يتخلفون عن هذه الأمور هم من الفاشلين في الآخرة.
وعلاوة على ذلك، تذكر هذه الآيات بأن الذين يزنون ويقعون في الفواحش، فإنهم يختارون الضلال والهلاك، وأن المؤمنين الحقيقيين هم المستفيدون من رحمة الله وتوكلهم عليه في جميع الأمور.
وفيما يلي، سنقوم بالإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة حول سورة النور.
أسئلة شائعة حول سورة النور
– ما هي سورة النور في القرآن الكريم؟
سورة النور هي إحدى السور المفصلة في القرآن الكريم، وتتألف من عدة فقرات وآيات تتحدث عن المسائل الدينية والاخلاقية والاجتماعية.
– ما هي قصة نزول سورة النور؟
تختلف الروايات حول قصة نزول سورة النور، ولكن يعتقد البعض أن