تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة
الإعجاز البياني هو مفهوم شائع في اللغة العربية ويقصد به عبارات أو ألفاظ تتمتع بجمالية في الصياغة أو تحمل أكثر من معنى دون تشويش المعنى الأساسي، ويحتوي القرآن الكريم على الكثير من الإعجاز البياني، ومنها سورة البقرة التي تعد من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من المعاني والدروس الأسلامية المهمة، ولكنها تتمتع أيضًا بالإعجاز البياني الذي ينبغي على المسلمين الاهتمام به وتفهمه.
يتضمن تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة العديد من الأسرار والألغاز التي يجب على المسلمين فهمها وتطبيقها في حياتهم اليومية. تتحدث سورة البقرة عن وصايا الله للإنسان وعن أحكام الشريعة الإسلامية، وتتحدث أيضًا عن النبي موسى وعن الأحداث التي وقعت في العصور السابقة.
تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة – الآيات من 1 إلى 10
في الآيات من 1 إلى 10، يتحدث الله عن الجن والإنس، وعن الوجود الحقيقي لهما والأهداف التي خلقت من أجلها كل منهما. ويقول الله في الآية الأولى:
﴿الٓمٓ﴾
الأحرف العشرين الهجائية المستخدمة في اللغة العربية، والتي تستخدم في الغالب في بداية السور القرآنية، وهي رموز من رموز شتى، لا يعرف دلالتها إلا الله سبحانه وتعالى. وبعدها يتحدث الله عن الكتاب المبين، وهو القرآن الكريم الذي يوجه الإنس والجن على الطريق الصحيح. ويحذر الله في الآية الثانية من يبغض الكتاب وينكر حقه ويتولى التحريف والتضليل.
وفي الآية الثالثة والرابعة، يحدث الله عن الأشخاص الذين يؤمنون بالغيب والذين يؤديون الصلاة ويتصدقون من مالهم، والذين يؤمنون بالرسل التي أرسلها الله منذ آدم حتى محمد ﷺ، ويؤمنون بجبريل والملائكة، وبالآخرة وقدر الله العظيم.
ثم يحذر الله في الآية الخامسة من الكافرين والذين تسببوا في تحريف الدين وضياع النعمة الإلهية وفساد الأرض.
ويذكر الله في الآية السادسة أن أولئك سوف يزيدون في الكفر على الكفر، وخطورة ما تقدم.
كما يعرض الله في الآية السابعة أن أولئك الذين يكذبون على تراث الأنبياء، وقتلوا الأنبياء والصالحين، يذهبون بأنفسهم إلى الجحيم ويتحرصون على الخلود فيه.
ومن الآية التاسعة يعلمنا الله بأنه نحن الذين خلقنا الأرض وما عليها، وهنا يدل على أن الكون يقع في يدي الله وهو الخالق الحي المتصف بالقوة والقدرة.
وفي الآية العاشرة يحث الله المؤمنين على التوبة والانابة إليه، ويوعز لهم بما يفعلونه، ويذكرهم برحمته الواسعة، وبما أنه رحيم ويشاء بأن يغفر لمن يستغفر.
تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة – الآيات من 11 إلى 20
في الآيات من 11 إلى 20، يتحدث الله عن الكفار وعن ما يستحقونه من النار، ويدعوهم إلى الإيمان والتوبة، ويذكرهم بنعم الله العظيمة عليهم وبما ضاعف لهم من الخير. وفي الآية الحادية عشرة يحذر الله المؤمنين من الكفار الذين يحبون الدنيا ويتحرصون عليها في نهاية الأمر يكون عقابهم في الآخرة.
وفي الآية الثانية عشرة يذكر الله المؤمنين بأولئك الذين كذبوا بآيات الله وبالحق والعدل، ولهم من العذاب ما يستحقون.
كما يحذر الله في الآية الثالثة عشرة المؤمنين من العبادة الاصطناعية التي يقوم بها الكفار، فالعبادة هي لله وحده، ولا يجوز لأحد غير الله أن يعبد.
وفي الآية الرابعة عشرة يذكر الله المؤمنين بما أحياهم في الشقاء والجوع وبنعمه العظيمة عليهم، ويحثهم على الشكر والعبادة وترك المعصية والكفر.
وفي الآية الخامسة عشرة، يذكر الله المؤمنين بالوعد الذي أخذهم به، وأنه إذا ركعوا له في العبادة والطاعة فإنه سيقدم لهم جنات عرضها كعرض السماء والأرض.
ومن الآية التاسعة عشرة يذكر الله المؤمنين بأن أولئك الذين يجتنبون الكفر ويقومون بالعمل الصالح، فلهم خير في الدار الآخرة، ومثل هذه اللفظة تدعو الإنسان للتفكير في جوهر الحياة، وإلى إدراك المتع الابدية المنعم بها الخالق.
وفي الآية العشرون، يعرض الله المؤمنين على أن يكونوا يوجهون دعواتهم إليه وأعمالهم جميعها مرة، ويؤكد لهم أنه إذا فعلوا ذلك فإنهم سيكونون من أهل الجنة والخير في الدنيا والآخرة.
تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة – الآيات من 21 إلى 30
في الآيات من 21 إلى 30، يحدث الله المؤمنين عن النعم الكثيرة التي أنعم بها عليهم، فهو أنزل لهم من السماء ماء ومنه أنبت الثمرات والعلف، وخلق لهم جميع ما لديهم، وصانع لهم الليل والنهار ليستكشفوا فيها نعم الخالق.
وفي الآية الثانية والعشرون يحث الله المؤمنين على قراءة الآيات وتدبرها، والتفكير في الحقائق التي تحتويها، والتزود بالعلم والحكمة والاستمرار في الطاعة والعمل الصالح.
ومن الآية الثالثة والعشرين تدعو الله المؤمنين أن يعبدوه وحده وأن يتقوه، وذلك ليحققوا النجاح في الدنيا والآخرة.
كما يحرص الله في الآية الرابعة والعشرين على تذكير المؤمنين برحمته، فهو يغفر الذنوب والمعاصي، ويأخذ بالأعمال الصالحة التي يقوم بها المؤمنون، ويتجاوز برحمته عن خطاياهم.
وفي الآية الخامسة والعشرون، يحث المؤمنين على الصدق في الكلام وعدم التخاذل في العمل الصالح، وذلك ليحققوا قرب الله وإرضاؤه.
وفي الآية السادسة والعشرين يحث الله المؤمنين على إطعام المساكين والفقراء وإنفاق أموالهم في سبيل الله، وذلك لتصفية النفوس وتحقيق الرضا الإلهي.
ومن الآية التاسعة والعشرين تدعو الله المؤمنين إلى المداومة على الصلاة وما يفرض عليهم من الشريعة، وترك الرياء والاهتمام برضاء الله وحده.
كما يحث الله في الآية الثلاثون المؤمنين على توخي صدق النية في العمل الصالح، والتجهز لما هو خير مستقبلا من أجل الحياة الأبدية.
تفسير الإعجاز البياني في سورة البقرة – الآيات من 31 إلى 40
في الآيات من 31 إلى 40، يتحدث الله المؤمنين عن الجنينة التي خلقها الله لأدم، وعن الزوجة التي جعلها الله من روح آدم، وعن عبادة الشيطان لله وصلاحيته في أن يكون معبودا بجانب الله.
وفي الآية الحادية والثلاثين، يحذر الله المؤمنين من الاستكبار والقحط في إيمانهم، وأن يتبعوا الشيطان الذي كان أول من أعرض عن الطاعة.
وفي الآية الثانية والثلاثين، يتحدث الله عن الرجل الذي قتل أخاه، ويرينا الله قوة قضائه وعظمة خطيته.
ومن الآية الثالثة والثلاثين، يذكر الله المؤمنين بقصة إيبليس (الشيطان)، وخطيته في عدم السجود لآدم عليه السلام، وأنه كان أول كافر في التاريخ.
وفي الآيتين الرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين، يعرض الله على المؤمنين قصة آدم عليه السلام وزوجته، وكيف خطئا في الجنة وكيف توبوا إلى الله واستغفروه وأنهما أصل الإنس والجن.
وفي الآية السادسة والثلاثين يحث الله المؤمنين على إمساك الحق والتزود به، وقصه إيلاً النبي موسى محادثته مع فرعون وطمع فرعون في السلطان.
وفي الآيتين السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين، يذكر الله المؤمنين بقصة الماء الذي أنتشر على الأرض، وكيف حول القوم الذين أعطوا الشيطان عبادتهم، وأنهم لم يصفوا نفوسهم.
وفي الآيتين التاسعة والثلاثون والعاشرة والثلاثين، يحذر الله المؤمنين من الكفر والذين يتولو