فضل العمل بما جاء في القرآن الكريم وآثار ذلك الإيجابية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فإن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى لإرشاد الناس وتوجيههم، وهو مصدر الهداية والنور للجميع. ويتضمن القرآن الكريم العديد من الأوامر والنواهي التي تحث المسلمين على العمل بما جاء فيه، وتؤكد على أهمية العمل الصالح والمشاركة في بناء المجتمع وخدمة الإنسانية.
في هذا المقال سنتحدث عن فضل العمل بما جاء في القرآن الكريم وآثاره الإيجابية.
الجزء الأول: فضل العمل بما جاء في القرآن الكريم
أولاً: العمل الصالح من أسباب المغفرة والدخول الجنة
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ” (المنافقون/10).
وقال الله تعالى أيضاً: “وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا” (المائدة/69).
وفي سورة النمل قال الله تعالى: “وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (النمل/89).
فعلينا أن نعمل الأعمال الصالحة لنتحصل على مغفرة الله والدخول إلى الجنة.
ثانياً: العمل الصالح يزيد في الأجر والثواب
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ وَالَّذِينَ لَا يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ” (متفق عليه).
وفي حديث آخر: “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ” (رواه الشوكاني في فتح القدير).
وفي قصة الخضر مع موسى عليه السلام عندما قطع الخضر السفينة، قال لموسى: “ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا” (الكهف/76).
فعلينا أن نعمل الأعمال الصالحة لكي نتحصل على الأجر والثواب الكبيرين.
ثالثاً: العمل الصالح يدعو إلى الدعوة إلى الله تعالى
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (فصلت/33).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” (متفق عليه).
فعلينا أن نعمل الأعمال الصالحة وأن ندعوا الآخرين إلى الله تعالى، وتعليم القرآن الكريم.
الجزء الثاني: آثار العمل بما جاء في القرآن الكريم
أولاً: زيادة الإيمان
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا” (الكهف/107).
فعلينا أن نعمل الأعمال الصالحة، حتى نزيد من إيماننا وتقوانا.
ثانياً: رضى الله تعالى ومحبته
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا” (النساء/69).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْخَفِيَّ الشَّجِيَّ الَّذِي يَتَحَرَّى الرَّحْمَةَ فِي الْأَرْضِ وَيُحِبُّ الْجَهَادَ حَتَّى يَرْجِعَ مَعَ مَالِهِ وَيَرْجِعَ بَدَنُهُ، وَيُحِبُّ المُتَصَدِّقَ الَّذِي يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَكْتُمُ الْأَذِيَّةَ” (متفق عليه).
وفي حديث آخر: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)، ثُمَّ قَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)” (رواه مسلم).
فعلينا أن نعمل الأعمال الصالحة لكي نحظى برضى الله تعالى ومحبته.
ثالثاً: العمل الصالح يزيد من الثقة بالنفس والشعور بالاهتمام بالآخرين
عندما تقوم بأعمال صالحة، ستشعر براحة البال والسعادة، وسيزيد شعورك بالاهتمام بالآخرين، كونهم جزءًا من المجتمع الذي تتفاعل معه.
الجزء الثالث: الأسئلة الشائعة
1. ما هي فوائد قراءة القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه؟
إن فوائد قراءة القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه كثيرة، منها: زيادة الإيمان ورضى الله تعالى، وزيادة الأجر والثواب، وتحقيق السعادة والرضا الكامل، والتخلص من الهموم والضغوط النفسية.
2. كيف يمكن للإنسان العمل بما جاء في القرآن الكريم؟
يمكن للإنسان العمل بما جاء في القرآن الكريم بالالتزام بالأوامر التي أمر بها الله تعالى، والامتثال للنواهي التي أحرم عليها، وتطبيق القيم والأخلاق الإسلامية في حياته اليومية.
3. كيف يمكن للإنسان تحقيق السعادة والإنجاز في حياته الدنيا؟
يمكن للإنسان تحقيق السعادة والإنجاز في حياته الدنيا بتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية، والاهتمام بصحته النفسية والجسدية، والتخلص من الهموم والضغوط النفسية، وزيادة العلم والمعرفة والخبرة، والعمل الجاد والمثابرة في تحقيق الأهداف والطموحات.
الخاتمة:
إن العمل بما جاء في القرآن الكريم يحمل فوائد جمة، منها: زيادة الإيمان ورضى الله تعالى، وزيادة الأجر والثواب، وتحقيق السعادة والإنجاز في حياة الإنسان. علينا أن نسعى جاهدين لتحقيق هذه الفوائد وتطبيق ما جاء في القرآن الكريم في حياتنا اليومية. ونذكر أن إسلامنا ينص على أن نحب لأخينا ما نحب لأنفسنا، فعلينا جميعاً أن نساهم في بناء وتطوير المجتمع بشتى السبل الممكنة. وفقنا الله لما يحب ويرضى. الحمد لله رب العالمين.