تعد سورة الروم من السور التي تحث فيها القرآن الكريم على التفكر في آيات الله، والتأمل في نعمه، وفي ماضي الأمم ومستقبلها، وتحدثت عن قصة الإنسان وكيفيته، وكيفية استغلال النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان. وفي هذا المقال سوف نلقى نظرة على مضمون سورة الروم وتفسيرها.
تتكون سورة الروم من 60 آية وتتحدث بالملك، وتطرح أمرين أساسيين هما: الإعجاز الخلقي والكوني، وبيان عدم الإعجاز الأخلاقي والإرشاد للأناس لإدراك ذلك. وتأتي الآيات التي تحدث عن الإعجاز الخلقي كما يلي: يتحدث القرآن عن طول فترة الحمل وتدريب الحديد، حيث يقول الله تعالى:”وَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”
ويقول عن الكون:”ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”
وعن الخلق والتكوين يقول:”مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ”
– الآيات التي تكشف عن الخلق والتكوين: تتحدث هذه الآيات عن الخلق الذي خلقه الله، ويذكر تفاصيل الخلق والتكوين ليعرض ذلك على الناس ويدعوهم للتفكر والتأمل.
– الآيات التي تؤكد أن الله هو المسير الوحيد للأحداث: يؤكد القرآن أن الله هو المسير الوحيد للأحداث في الكون، ومن ثم فالإيمان بوحدانيته واجب على كل إنسان.
– الآيات التي تبين الإعجاز الخلقي: يتحدّث الله في عدد من الآيات عن الإعجاز الخلقي ويؤكد بأنّ كل ما يدل على وحدة الكون وعظمة الخالق فيه هو من آياته.
الرسالة الرئيسية لسورة الروم هي تحث المسلمين على التفكر في آيات الله، والتأمل في نعمه، وفي ماضي الأمم ومستقبلها، وتحدثت عن قصة الإنسان وكيفيته، وكيفية استغلال النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان.
يجب على المسلمين الاهتمام بسورة الروم لأنها تحوي نصائح ومواعظ وتذكير بعظمة الله وشموليته، مما يساهم في تطوير الفكر الإسلامي، وإعادة صياغة القيم الأساسية لهذه الدين.
يمكن للمسلمين الاستفادة من تفسير سورة الروم بتذكيرهم بوحدانية الخالق وقدرته، وتطبيق هذه المفاهيم في حياتهم اليومية. ويمكن أيضاً استشارة العظماء من علمائنا الأفذاذ للحصول على فهم أكثر دقة وسهولة.
لم يعتبر القرآن الكريم علماً بالمفهوم الذي نعرفه اليوم، بل هو شرعي (سماوي) موجّه للبشرية. ولقد تضمّن القرآن الكريم على امتداده كل الدعوات الإيمانية الصادقة، وكل الدروس النافعة، والمعارف الفياضة المتوارثة من أجيال أمة المصطفى. فسورة الروم من تلك السور الفريدة في إيصالها بدقة الرسائل الربانية، والجمال والعظمة في الأسلوب والمعاني، وهذا ما يجعلها تستحق الوقفة التأملية الرصينة.